أبو فارس آل محمد الفخاري المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 35 نقاط : 3099 تاريخ التسجيل : 18/06/2009 العمر : 34 الموقع : www.rahek.com
| موضوع: تخصيص شهر رجب بعبادة معينة من البدع الجمعة سبتمبر 04, 2009 6:20 pm | |
| فضيلة العلامة د. صالح بن سعد السحيمي : : ومن البدع المنتشرة في هذه الأيام - بهذه المناسبة - ما يعتقده الناس من تخصيص شهر رجب بعبادة معينة من صوم ، أو تحديد يوم معين لطقوس وعبادات معينة بدعوى : أن ذلك كان يوم الإسراء والمعراج ، وهذا التحديد لا دليل عليه من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - . هو لا شك ولا ريب : أن الإسراء والمعراج حق ، وأن الإيمان بها ماذا !؟ واجب . ولا يشك في ذلك مسلم .
بل إن الإيمان به يحتمه الله تبارك وتعالى في كتابه : ( سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) .
ولقد أسري بروحه وجسده لا بروحه فقط .
وليست القضية قضية منام أو رؤية منامية فقط ؛ بل أسري بروحه وجسده - صلى الله عليه وسلم - حتى وصل إلى سدرة المنتهى - صلوات الله وسلامه عليه - وهو مقام لم يبلغه أحد من الأنبياء قبله ، وهذا مما خصه الله به - صلوات الله وسلامه عليه - . ومع هذا كله مع أن الإسراء والمعراج ثابت ، والإيمان به واجب ، وقد فرضت فيه الصلوات الخمس ولكن ما عندنا دليل قاطع على أنه كان في شهر رجب .
ثم هناك شيء آخر ، وهو أنه لو وجدنا الدليل على أنه في شهر رجب ، فهل شرعت لنا عبادة معينة فيه !؟ الجواب : لا .
لأن العبادات توقيفية لابد أن تكون معلومة من الشرع ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - مكث بعد الإسراء والمعراج قرابة ثلاث عشرة عامًا وما حصل أنه أجرى أو أقام حفلة بهذه المناسبة .
نحن أحرص على اتباع الحق أم هو - صلى الله عليه وسلم - !؟ هو لا شك .
وإنما ابتدعت العبادات في الإسراء والمعراج في الثاني عشر أو اليوم السابع والعشرين من رجب في القرن الرابع الهجري ، بعدما كثر تقليد اليهود والنصارى في إقامة الأعياد ، في إقامة أعياد الموالد وغيرها من تلك الأعياد الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان فإنها أعياد جاهلية وأعياد مبتدعة .
الأعياد في الإسلام . كم عيد عندنا !؟ أنا أقول : ثلاثة فما هي !؟ عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع الذي هو يوم الجمعة ؛ فقد سماه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عيدًا ولا رابع لهذه الأعياد ، لا عيد الميلاد ، ولا العيد الوطني ، ولا عيد الإسراء والمعراج ، ولا عيد النسيم ، ولا عيد العدس ، ولا عيد البصل .
كل هذه أعياد جاهلية كلها أعياد جاهلية ، ولم تعرف إلا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إلا بعد أربعة قرون . ونحن نطرح سؤالاً هنا :
أيهما الذي هو على الحق : أولائك الرعيل الأول في تلك القرون المفضلة ، أم الفاطميون العبيديون المنتسبون إلى فاطمة - رضي الله عنها - زورًا وبهتانًا بعد أربعة قرون !؟ من هم الذين على الحق !؟ من هم أهدى سبيلا !؟
أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي كانوا يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من حب هؤلاء الناس كلهم كانوا يفدونه بأرواحهم ، كانوا يتلقون السهام والرماح بصدورهم الطاهرة فداء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومع هذا ما عملوا هذه الاحتفالات ؛ فهل نقول إنهم لا يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - !؟ حاشا لله . لا يقول هذا مسلم بل هم أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فالإيمان بالإسراء والمعراج واجب لكن دعوى أنه في السابع والعشرين من رجب ليس بصحيح بل هو كذب ، روايات تاريخية قيل : في رجب ، وقيل : في شعبان ، وقيل : في رمضان ، وقيل : في شوال ، وقيل : في ذي الحجة ، والله أعلم .
نحن لا يهمنا التاريخ الذي يهمنا هو حقيقة الإيمان بالإسراء والمعراج .
وكذلك تخصيص رجب بصوم غير صحيح ، غير صحيح ليس لرجب صوم معين ، والذين يفردون رجب بالصوم فهؤلاء لا شك فعلوا بدعة من البدع التي أحدثها الناس ، ولا يثبت حديث صحيح في تخصيص شهر رجب بصوم معين ، ولا بصلاة معينة ، ولا بعبادة مخصوصة ، وإنما هو كسائر الأشهر الأخرى . | |
|